مقتبس من كتاب الكوكب الوهاج، للعلامة سيدي أحمد بن العياشي سكيرج :
1- تنوي امتثال أمره صلى الله عليه وسلم. تبدأ ب"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" عَمَلاً بِمَا رُوِيَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: أَوَّلُ مَا كَتَبَ القَلَمُ فِي اللَّوْحِ المَحْفُوظِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. فَإِذَا كَتَبْتُمْ كِتَاباً فَاجْعَلُوهَا فِي أَوَّلِهِ.
2- تقرأها فَوْزاً بِمَا وَرَدَ مِنْ فَضْلِهَا، فَعَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا قَالَ العَبْدُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قَالَتْ المَلَائِكَةُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، اللَّهُمَّ إِنَّ عَبْدَكَ فُلَاناً قَالَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ زَحْزِحْهُ عَنِ النَّارِ وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ. وَعَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَحْيَى سَعِيداً أَوْ يَمُوتَ شَهِيداً فَلْيَقُلْ عِنْدَ إِبْدَاءِ كُلِّ شَيْءٍ بِسْمِ اللَّهِ.
3- تستحضر عند قولك بِ من "بسم الله الرحمن الرحيم" أَوَّلَ مَا نَطَقَتْ بِهِ بَنُوا آدَمَ فِي عَالَمِ الأَرْوَاحِ يَوْمَ (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى). وتستحضر أنك منكسرة إِشَارَةً إِلَى أَنَّهُ لَا يَتَقَدَّمُ لِحَضْرَةِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَّا أَهْلُ الإِنْكِسَارِ لِقَوْلِهِ فِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ (أَنَا عِنْدَ المُنْكَسِرَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ أَجْلِي)، وَلِأَنَّ مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ،
4- تستحضر تعظيم الله لها فتعطي لكل حرف منها حقه وترتلها. فِي الحَدِيثِ عَنْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ كَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَلَمْ يُعْمِ المِيمَ وَالهَاءَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ. وَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ لِكُتَّابِهِ: طَوِّلُوا البَاءَ وَأَظْهِرُوا السِّينَ وَدَوِّرُوا المِيمَ تَعْظِيماً لِكِتَابِ اللَّهِ. وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَجَوَّدَهَا تَعْظِيماً لِلَّهِ تَعَالَى غَفَرَ لَهُ. وَفِي الشِّفَاءِ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِكَاتِبٍ فَقَالَ يَا كَاتِبُ: أَلْقِ الدَّوَاةَ وَحَرِّفِ القَلَمَ وَقَوِّمِ البَاءَ وَفَرِّقِ السِّينَ وَافْتَحِ المِيمَ وَبَيِّنْ الجَلَالَةَ وَجَوِّدِ الرَّحْمَنَ الرَّحِيمَ فَإِنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَتَبَهَا وَحَسَّنَهَا فَغُفِرَ لَهُ. وَعَنْ ابْنِ سَكِينَةَ أَنَّهُ قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ يَكْتُبُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَقَالَ لَهُ جَوِّدْهَا، فَإِنَّ رَجُلاً جَوَّدَهَا غُفِرَ لَهُ، وَعَنْهُ أَيْضاً أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ تَجْوِيدَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يُحَسِّنُ الوَجْهَ.
5- تستحضر أن أَهْلَ الحِسَابِ تَكَلَّمُوا عَلَيْهَا مِنْ حَيْثُ أَنَّهَا تِسْعَةُ عَشَرَ حَرْفاً. قَالَ الإِمَامُ الفَخْرُ الرَّازِي: وَهَذَا العَدَدُ فِيهِ فَائِدَتَانِ، أَحَدُهُمَا أَنَّ الزَّبَانِيَةَ تِسْعَةُ عَشَرَ، فَاللَّهُ يَدْفَعُ بَأْسَهُمْ بِهَذِهِ الحُرُوفِ. الثَّانِيَةُ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ سَاعَةً ثُمَّ فَرَضَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي خَمْسِ سَاعَاتٍ، فَهَذِهِ الحُرُوفُ التِّسْعَةُ عَشَرَ تَقَعُ كَفَّارَاتٍ لِلذُّنُوبِ الَّتِي تَقَعُ فِي تِلْكَ السَّاعَاتِ التِّسْعَةِ عَشَرَ.
6- تستحضر عظمتها. وَأُيِّدَ بِحَدِيثٍ رَوَاهُ الحُفَّاظُ الأَعْلَامُ عَنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: مَا بَيْنَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالإِسْمِ الأَعْظَمِ إِلَّا مَا بَيْنَ سَوَادِ العَيْنِ وَبَيَاضِهَا. وَفِي المُسْتَدْرَكِ وَصَحَّحَهُ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَقَالَ: هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى، وَمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الإِسْمِ الأَكْبَرِ إِلَّا كَمَا بَيْنَ سَوَادِ العَيْنِ وَبَيَاضِهَا مِنَ القُرْبِ، أَوْ هِيَ اسْمُ اللَّهِ العَظِيمُ الأَعْظَمُ.
موضوع سابق
موضوع التالي
0 تعليقات