بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الولي الصالح سيدي الحاج الحسين الإفراني رضي الله عنه دفين مدينة تزنيت وهو طبعا من تلامذة الولي الصالح سيدي محمد العربي بن السائح الآخذ الطريقة عن الولي الصالح سيدي مَحمد بن أبي النصر العلوي عن القطب المكتوم والختم المحمدي المعلوم الشيخ أبي العباس التجاني رضي الله عنه، في رسالة وجهها لبعض تلامذته:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلَانَا مُحَمَّدٍ الفَاتِحِ الخَاتِمِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، إِلَى الإِخْوَانِ الأَحْمَدِيَّةِ التِّجَانِيَةِ، وَفَّقَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ إِلَى إِخْلَاصِ الوِجْهَةِ إِلَى اللَّهِ فِي جَمِيعِ مُعَامَلَتِنَا مَعَهُ. وَسَلَامٌ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
أَمَّا بَعْدُ، فَاعْلَمُوا أَنَّ فَوَائِدَ العُبُودِيَّةِ المَطْلُوبَةِ مِنَ العَبْدِ إِخْلَاصُ العَمَلِ لِلَّهِ، وَالصِّدْقُ، وَالنِّيَّةُ الصَّالِحَةُ. فَإِذَا خَلَتْ أَعْمَالُ العَبْدِ مِنْ ذَلِكَ المَذْكُورِ فَإِنَّهُ عَبْدُ الهَوَى وَالنَّفْسِ وَالشَّيْطَانِ، لِمُخَالَفَتِهِ لِمُقْتَضَى قَوْلِهِ تَعَالَى: وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ . وَالإِخْلَاصُ أَصْعَبُ شَيْءٍ عَلَى النَّفْسِ، إِنَّهُ سِرٌّ مِنْ أَسْرَارِ الرُّبُوبِيَّةِ، كَمَا رَوَاهُ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُ مَوْلَانَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الإِخْلَاصِ مَا هُوَ، فَقَالَ: حَتَّى أَسْأَلَ عَنْهُ جِبْرِيلَ، فَسَأَلَ عَنْهُ جِبْرِيل، فَقَالَ: حَتَّى أَسْأَلَ عَنْهُ مِيكَائِيلَ، فَسَأَلَ عَنْهُ مِيكَائِيلَ، فَقَالَ: حَتَّى أَسْأَلَ عَنْهُ رَبَّ العِزَّةِ، فَسَأَلَ رَبَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَقَالَ تَعَالَى: الإِخْلَاصُ سِرٌّ مِنْ أَسْرَارِي أُودِعُهُ قَلْبَ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي . وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ « مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا عَلَى الإِخْلَاصِ لِلَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، فَارَقَهَا وَاللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ ».
وَسَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الإِيمَانُ ؟ قَالَ: الإِخْلَاصُ. قَالَ: فَمَا اليَقِينُ ؟ قَالَ: التَّصْدِيقُ . وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ « أَخْلِصْ دِينَكَ يَكْفِيكَ العَمَلُ القَلِيلُ ». وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ « إِنَّمَا تُنْصَرُ هَذِهِ الأُمَّةُ بِضُعَفَائِهِمْ بِدَعَوَاتِهِمْ وَإِخْلَاصِهِمْ ». وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَقْبَلُ مِنَ العَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ خَالِصاً، وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ ».
...
ثم قال سيدي الحاج الحسين الإفراني:
وَكَانَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ « يُجَاءُ بِالدُّنْيَا يَوْمَ القِيَامَةِ فَيُقَالُ مَيِّزُوا مِنْهَا مَا كَانَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُمَازُ، ثُمَّ يُرْمَى مَا عَدَاهُ فِي النَّارِ ». وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ « إِنَّمَا يُبْعَثُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ نِيَّاتِهِمْ ». وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَامِكُمْ وَلَا إِلَى صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ
وَالأَحَادِيثُ فِي ذَلِكَ كَثِيرَةٌ مَشْهُورَةٌ، وَلِهَذَا يَجِبُ عَلَى المُتَقَيِّدِ بِعَهْدٍ مِنْ عُهُودِ المَشَايِخِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الدُّنْيَا بِعَيْنِ الإِعْتِبَارِ لَا بِعَيْنِ المَحَبَّةِ لَهَا وَشَهَوَاتِهَا، كَمَا دَرَجَ عَلَى ذَلِكَ جُمْهُورُ السَّلَفِ الصَّالِحِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ.
...
ثم قال:
وَقَدْ جَاءَ سَعْدٌ بْنُ أَبِي وَقَّاصَ إِلَى مَوْلَانَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: أَيْنَ كُنْتَ يَا سَعْدُ؟ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ قَوْمٍ فِي البَادِيَةِ هَمَّتْهُمْ لَذَّاتُ بُطُونِهِمْ وَفُرُوجِهِمْ. فَقَالَ لَهُ مَوْلَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَا هُوَ أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ؟ » فَقَالَ: بَلَى. فَقَالَ « مَنْ عَرَفَ مِثْلَ هَذَا الَّذِي أَنْكَرْتَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ فَعَلَ كَفِعْلِهِمْ ».
وَكَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: مَنْ أَعْمَلَ الفِكْرَةَ وَالعِبْرَةَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَنْقُصْ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ. قِيلَ لِحَاتِمٍ الأَصَمِّ: مَتَى يَكُونُ أَحَدُنَا مِنْ أَهْلِ الإِعْتِبَارِ فِي الدُّنْيَا؟ فَقَالَ: إِذَا رَأَى كُلَّ شَيْءٍ فِي الدُّنْيَا عَاقِبَتُهُ إِلَى الخَرَابِ، وَصَاحِبُهُ يَذْهَبُ إِلَى التُّرَابِ. وَكَانَ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ يَقُولُ: لِيَكُنْ نَظَرُكَ إِلَى الدُّنْيَا اعْتِبَاراً، وَسَعْيُكَ لَهَا اضْطِرَاراً، وَوُقُوفُكَ عَنْهَا اخْتِيَاراً. وَكَانَ حَاتِمُ الأَصَمُّ يَقُولُ: مَنْ خَرَجَتْ جَنَازَةٌ وَلَمْ يَعْتَبِرْ بِهَا لَمْ يَنْفَعْهُ عِلْمٌ وَلَا حِكْمَةٌ وَلَا مَوْعِظَةٌ.
وَكَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَيُّونَ يَقُولُ: تَعْجَبُ الأَرْضُ مِنْ رَجُلَيْنِ مِمَّنْ يُمَهِّدُ مَضْجَعَهُ لِلنَّوْمِ وَيُوطِئُ فِرَاشَهُ، تَقُولُ لَهُ الأَرْضُ: يَا ابْنَ آدَمَ لِمَ لَا تَذْكُرْ طُولَ بَلَاكَ فِيَّ بِلَا فِرَاشٍ، وَتَعْجَبُ مِمَّنْ تَشَاجَرَ مَعَ أَخِيهِ فِي قِطْعَةٍ مِنْهَا، تَقُولُ لَهُ الأَرْضُ: لِمَ لَمْ تَتَفَكَّرْ فِي أَرْبَابِهَا قَبْلَكَ، فَكَمْ مَضَى مِنَ الأُمَمِ وَمَلَكُوهَا وَلَمْ يَدُومُوا فِيهَا. وَكَانَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ يَقُولُ: كُلُّ مَنْ لَمْ يَعْتَبِرْ بَصَرُهُ وَبَصِيرَتُهُ مِنْ هَذِهِ الدَّارِ إِلَى الدَّارِ الآخِرَةِ فَهُوَ مَحْجُوبُ القَلْبِ قَلِيلُ العَمَلِ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِي إِذَا خَرَجَ إِلَى صَحْنِ دَارِهِ لَيْلاً يُشْخِصُ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ إِلَى قُرْبِ طُلُوعِ الفَجْرِ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: تَذَكَّرْتُ أَهْلَ النَّارِ وَمَا هُمْ فِيهِ. وَكَانَتْ فَاطِمَةُ امْرَأَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ تَقُولُ: وَاللَّهِ مَا سُمَّ عُمَرُ وَلَا قُتِلَ كَمَا قِيلَ، وَإِنَّمَا مَاتَ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَخَوْفِ النَّارِ.
....
ثم قال:
وَكَانَ ثَابِتُ البَنَّانِي يَقُولُ: مَرَّ دَاوُودُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِتَنُّورٍ يُوقَدُ، فَتَذَكَّرَ النَّارَ الكُبْرَى فَاضْطَرَبَ وَضَعُفَ، وَكَادَتْ تَتَقَطَّعُ أَعْضَاؤُهُ وَأَوْصَالُهُ. وَكَانَ يَقُولُ فِي أَيَّامِ الحَرِّ: إِلَاهِي لَا صَبْرَ لَنَا عَلَى حَرِّ شَمْسِكَ، فَكَيْفَ نَصْبِرُ عَلَى حَرِّ نَارِكَ. وَرُوِيَ أَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مَرَّ عَلَى مَقْبَرَةٍ فَسَمِعَ قَائِلاً يَقُولُ: كَمْ مِنْ بَدَنٍ صَحِيح وَوَجْهٍ مَلِيح وَلِسَانٍ فَصِيح بَيْنَ أَطْبَاقِ الثَّرَى يَصِيحُ.
فَاعْلَمُوا ذَلِكَ يَا إِخْوَانِي، وَاجْعَلُوا نَظَرَكُمْ لِلْوُجُودِ عِبْرَةً، لِأَنَّ مَنْ سَلَكَ مِنْ بَابِ العُبُودِيَةِ وَمَا يُلَازِمُهَا مِنَ الذُّلِّ وَالإِفْتِقَارِ ظَاهِراً وَبَاطِناً وَعَدَمِ الحُظُوظِ وَرُؤْيَةِ التَّقْصِيرِ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ، لِأَنَّهُ يَرَى أَعْلَا أَحْوَالِهِ نَقْصاً بِالنِّسْبَةِ لِمَا يَسْتَحِقُّهُ جَلَالُ اللَّهِ تَعَالَى، فَلَا يَرَى نَفْسَهُ مُسْتَحِقّاً لِثَوَابٍ أَبَداً، فَانْظُرْ بَرَكَةَ العُبُودِيَّةِ وَتَقَرُّبَهَا لِلطَّرِيقِ، لِأَنَّ العَبْدَ لَمَّا يَعْرِفُ وَصْفَهُ وَذُلَّهُ مَيَّزَ وَصْفَهُ عَنْ وَصْفِ رَبِّهِ، فَتَرَكَ مُنَازَعَتَهُ، فَخَلَعَ عَلَيْهِ مَا لَاقَ بِهِ مِنَ الأَخْلَاقِ الحَسَنَةِ بِلَا تَعَبٍ وَلَا نَصَبٍ لِأَدَبِهِ مَعَهُ.
فَإِنَّ جَمِيعَ النَّقَائِصِ وَالدَّسَائِسِ إِنَّمَا دَخَلَتْ عَلَى العَبْدِ مِنْ رُؤْيَتِهِ الكَمَالَ فِي نَفْسِهِ، وَلَيْسَ فِي الطَّرِيقِ إِلَى اللَّهِ أَقْرَبَ مِنْ بَابِ العُبُودِيَّةِ، لِأَنَّهُ مَحْضُ ذُلٍّ وَخُضُوعٍ وَرُؤْيَةِ تَقْصِيرٍ، وَإِنْ نَظَرَ فِي نَفْسِهِ بِعَيْنِ الإِعْتِزَازِ وَالتَّكَبُّرِ وَعَدَمِ الذُّلِّ فَهُوَ عَلَى خِلَافِ الأَصْلِ، وَاسْمُ العُبُودِيَّةِ مُنْسَحِبٌ عَلَيْهِ سَوَاءٌ كَانَ مُطِيعاً أَوْ مُخَالِفاً، لِأَنَّ العَبْدَ الآبِقَ لَا يُخْرِجُهُ إِبَاقُهُ عَنِ الرِّقِّ.
فَعَلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَانُ بِمُلَازَمَةِ أَوْصَافِ العُبُودِيَّةِ ظَاهِراً وَبَاطِناً، فَإِنَّهَا الكَنْزُ الأَعْظَمُ وَكِيمْيَاءُ سَعَادَةِ الدَّارَيْنِ. نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَسْلُكَ بِنَا مَسْلَكَ عِبَادِهِ المُخْلِصِينَ آمِينَ بِجَاهِ عَيْنِ الرَّحْمَةِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالسَّلَامُ.
خَدِيمُ الأَعْتَابِ التِّجَانِيَةِ. العُبَيْدُ المُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ الفَانِي، الحَاجُّ الحُسَيْنُ بْنُ الحَاجِّ أَحْمَدَ الإِفْرَانِي، أَقَالَ اللَّهُ عِثَارَهُ. إهِـ..
(أنظر إتحاف أهل المراتب العرفانية، للعلامة الحجوجي الجزء السادس - وكتاب المدد الرباني في ترجمة القطب التجاني، للعلامة سيدي محمد الراضي كنون)
وَمِنْ ذَلِكَ مَا كَتَبَ بِهِ أَيْضاً لِجَمَاعَةٍ مِنَ الإِخْوَانِ، وَنَصُّهُ:
الحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ، إِلَى جَمِيعِ الإِخْوَانِ فِي الطَّرِيقَةِ الأَحْمَدِيَّةِ بِسُوسٍ الأَقْصَى وَغَيْرِهَا. السَّلَامُ وَالرَّحْمَةُ وَالبَرَكَةُ وَالرِّضْوَانُ عَلَى الدَّوَامِ عَلَى جَمِيعِهِمْ،
أَمَّا بَعْدُ، فَاعْلَمُوا أَنَّ الخَيْرَ أَجْمَعَ فِي مُلَازَمَةِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ كَمُلَازَمَةِ الظِّلِّ لِلشَّاخِصِ. وَقَدْ كَانَ سَيِّدُ الطَّائِفَةِ الإِمَامُ الجُنَيْدُ يَقُولُ: كِتَابُنَا هَذَا [يَعْنِي القُرْآنَ] سَيِّدُ الكُتُبِ وَأَجْمَعُهَا، وَشَرِيعَتُنَا أَوْضَحُ الشَّرَائِعِ وَأَدَقُّهَا، وَطَرِيقَتُنَا [يَعْنِي طَرِيقَ أَهْلِ التَّصَوُّفِ] مُشَيَّدَةٌ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَمَنْ لَمْ يَقْرَأِ القُرْآنَ وَيَحْفَظِ السُّنَّةَ وَيَفْهَمْ مَعَانِيهَا لَا يَصِحُّ الإِقْتِدَاءُ بِهِ. وَكَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: مَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ عِلْمٌ وَجَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيٍّ إِلَيْهِ سَبِيلاً إِلَّا وَجَعَلَ لِي فِيهِ حَظّاً وَنَصِيباً.
وَكَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: لَوْ رَأَيْتُمْ رَجُلاً قَدْ تَرَبَّعَ فِي الهَوَاءِ فَلَا تَغْتَرُّوا بِهِ حَتَّى تَرَوْا صُنْعَهُ عِنْدَ الأَمْرِ وَالنَّهْيِ، فَإِنْ رَأَيْتُمُوهُ مُمْتَثِلاً لِجَمِيعِ الأَوَامِرِ الإِلَاهِيَّةِ مُجْتَنِباً لِجَمِيعِ المَنَاهِي فَاعْتَقِدُوهُ وَاقْتَدُوا بِهِ، وَإِنْ رَأَيْتُمُوهُ يُخِلُّ بِالأَوَامِرِ وَلَا يَجْتَنِبُ المَنَاهِي فَاجْتَنِبُوهُ.
وَهَذَا الوَصْفُ صَارَ غَرِيباً فِي فُقَرَاءِ هَذَا الزَّمَانِ، فَصَارَ أَحَدُهُمْ يَجْتَمِعُ لِمَنْ لَيْسَ لَهُ قَدَمٌ فِي الطَّرِيقِ، وَيَتَلَقَّفُ مِنْهُ كَلِمَاتٍ فِي الفَنَاءِ وَالبَقَاءِ وَالشَّطْحِ مِمَّا لَا يَشْهَدُ لَهُ كِتَابٌ وَلَا سُنَّةٌ، ثُمَّ يَلْبَسُ لَهُ جُبَّةً، وَيُرْخِي لَهُ عَذْبَةً، ثُمَّ يُسَافِرُ إِلَى البِلَادِ طَلَباً لِلحُطَامِ الفَانِي، وَيُظْهِرُ الصَّمْتَ وَالجُوعَ تَوَسُّلاَ إِلَى مَطْلَبِهِ مِنَ الدُّنْيَا، وَيَتَوَسَّلُ فِي ذَلِكَ بِكُبَرَاءِ النَّاسِ كَالعُلَمَاءِ وَالأُمَرَاءِ لِيَأْخُذَ مِنْهُمْ مَا طَلَبَ، فَيَصِيرُ يَأْكُلُهُ حَرَاماً فِي بَاطِنِهِ، لِكَوْنِهِ أَخَذَهُ بِنَوْعِ تَلْبِيسٍ عَلَى الكُبَرَاءِ مَعَ اعْتِقَادِهِمْ فِيهِ الصَّلَاحَ.
وَمَعَ ذَلِكَ إِذَا سَأَلْتَهُ عَنْ شُرُوطِ الوُضُوءِ وَالصَّلَاةِ تَجِدْهُ فَارِغاً مِنْ ذَلِكَ، وَلَا يَدْرِي المَغْرُورُ أَنَّ تَصْحِيحَ العِبَادَةِ عَلَى الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَمْرٌ وَاجِبٌ بِالإِجْمَاعِ، وَمَنْ لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ الوَاجِبِ وَالمَنْدُوبِ وَلَا بَيْنَ الحَرَامِ وَالمَكْرُوهِ فَهُوَ جَاهِلٌ، وَالجَاهِلُ لَا يَجُوزُ الإِقْتِدَاءُ بِهِ لَا فِي طَرِيقِ الظَّاهِرِ وَلَا فِي طَرِيقِ البَاطِنِ.
قَالَ سَيِّدِي عَلِيٌّ الخَوَاصُّ: إِنَّ طَرِيقَ القَوْمِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ مُحَرَّرَةٌ عَلَى الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ تَحْرِيرَ الذَّهَبِ وَالجَوْهَرِ، وَذَلِكَ لِأَنَّ لَهُمْ فِي كُلِّ حَرَكَةٍ وَسُكُونٍ نِيَّةٌ صَالِحَةٌ بِمِيزَانٍ شَرْعِيٍّ، وَلَا يَعْرِفُ ذَلِكَ إِلَّا مَنْ تَبَحَّرَ فِي عُلُومِ الشَّرِيعَةِ، لِأَنَّ حَقِيقَةَ الصُّوفِي عِنْدَ القَوْمِ هُوَ عَالِمٌ عَامِلٌ بِعِلْمِهِ عَلَى وَجْهِ الإِخْلَاصِ لَا غَيْرَ. وَغَايَةُ مَا يَطْلُبُهُ القَوْمُ مِنْ تَلَامِذَتِهِمْ المُجَاهَدَاتُ بِالصَّوْمِ وَالسَّهَرِ وَالعُزْلَةِ وَالصَّمْتِ وَالوَرَعِ وَالزُّهْدِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وَاعْلَمُوا أَيُّهَا الإِخْوَانُ ذَلِكَ، وَانْتَهِجُوا مَنَاهِجَ السَّلَفِ الصَّالِحِ، لِأَنَّهُمْ عَارِفُونَ مَقَاصِدَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَسَيِّدُنَا الشَّيْخُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ لَا يَطْلُبُ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَّا ذَلِكَ، لِأَنَّ طَرِيقَهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ زُبْدَةُ الطُّرُقِ كُلِّهَا، بَلْ لُبُّ اللُّبَابِ، كَمَا يُعْلَمُ ذَلِكَ مِنْ نَصَائِحِهِ وَنَصَائِحِ أَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَعَنْهُمْ.
وَقَدْ شَهِدَ العَالِمُ الكَبِيرُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمُ الرِّيَّاحِي قَبْلَ الدُّخُولِ فِي الطَّرِيقَةِ الأَحْمَدِيَّةِ لَمَّا صَلَّى بِهِ سَيِّدُنَا الشَّيْخُ صَلَاةَ العَصْرِ أَنَّهُ مَا صَلَّى صَلَاةَ السَّلَفِ الصَّالِحِ إِلَّا ذَلِكَ اليَوْمَ ، فَاحْمَدُوا اللَّهَ أَنْ وَفَّقَكُمْ لَهَا. فَإِذَا عَرَفْتُمْ أَنَّ مَنَاطَ الأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ هُوَ الكِتَابُ وَالسُّنَّةُ فَاعْلَمُوا مِنْهُ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ أَنْ لَا يُقْدِمَ عَلَى كُلِّ فِعْلٍ أَوْ قَوْلٍ حَتَّى يَعْرِفَ مِيزَانَهُ عَلَى الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَوِ العُرْفِ، لِأَنَّ العُرْفَ مِنْ جُمْلَةِ الشَّرِيعَةِ، قَالَ تَعَالَى { خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ } ، لِأَنَّ القَوْمَ لَا يَكْتَفُونَ فِي أَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ بِمُجَرَّدِ عَمَلِ النَّاسِ بِهَا، لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الفِعْلُ أَوِ القَوْلُ مِنْ جُمْلَةِ البِدَعِ الَّتِي لَا يَشْهَدُ لَهَا كِتَابٌ وَلَا سُنَّةٌ.
وَفِي الحَدِيثِ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَصِيرَ السُّنَّةُ بِدْعَةً، فَإِذَا تُرِكَتِ البِدْعَةُ يَقُولُ النَّاسُ تُرِكَتِ السُّنَّةُ، وَذَلِكَ لِتَوَارُثِ الفُرُوعِ البِدَعِ عَنْ أُصُولِهِمْ، فَلَمَّا طَالَ زَمَنُ العَمَلِ بِالبِدَعِ ظَنَّ النَّاسُ أَنَّهَا سُنَّةٌ مِمَّا سَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ كَانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يَحُثُّونَ النَّاسَ لَا سِيَّمَا أَصْحَابَهُمْ عَلَى التَّقَيُّدِ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَيُشَدِّدُوا عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ.
فَعَلَيْكُمْ يَا إِخْوَانِي بِاتِّبَاعِ السُّنَّةِ المُحَمَّدِيَّةِ فِي جَمِيعِ أَفْعَالِكُمْ وَأَقْوَالِكُمْ وَعَقَائِدِكُمْ، وَلَا تُقْدِمُوا عَلَى فِعْلِ شَيْءٍ حَتَّى يَظْهَرَ مُوَافَقَتُهُ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، مَعَ إِخْلَاصِكُمْ فِي عِلْمِكُمْ وَعَمَلِكُمْ وَخَوْفِكُمْ مِنْ دُخُولِ الرِّيَاءِ فِي ذَلِكَ. وَفِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ جَنَّةَ عَدَنٍ، وَخَلَقَ فِيهَا مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، قَالَ لَهَا: تَكَلَّمِي، فَقَالَتْ: قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ ثَلَاثاً، ثُمَّ قَالَتْ: أَنَا حَرَامٌ عَلَى كُلِّ بَخِيلٍ وَمُرَاءٍ ».
وَكَانَ وَهْبٌ بْنُ مُنَبِّهٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ نَكَسَ اللَّهُ قَلْبَهُ وَكَتَبَ اسْمَهُ فِي دِيوَانِ أَهْلِ النَّارِ. وَكَانَ الحَسَنُ البَصْرِي رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: كَانَ عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَقُولُ: مَنْ عَمَلَ بِمَا عَلِمَ كَانَ وَلِيّاً لِلَّهِ حَقّاً. وَكَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِي رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: قَالَتْ لِي وَالِدَتِي يَا بُنَيَّ لَا تَتَعَلَّمِ العِلْمَ إِلَّا إِذَا نَوَيْتَ العَمَلَ بِهِ، وَإِلَّا فَهُوَ وَبَالٌ عَلَيْكَ يَوْمَ القِيَامَةِ.
وَكَانَ الحَسَنُ البَصْرِي رَحِمَهُ اللَّهُ كَثِيراً مَا يُعَاتِبُ نَفْسَهُ وَيُوَبِّخُهَا بِقَوْلِهِ: تَتَكَلَّمِينَ بِكَلَامِ الصَّالِحِينَ القَانِتِينَ العَابِدِينَ، وَتَفْعَلِينَ فِعْلَ الفَاسِقِينَ المُنَافِقِينَ المُرَاءِينَ، وَاللَّهِ مَا هَذِهِ صِفَةُ المُخْلِصِينَ. وَكَانَ الفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَكُنْ فِي أَعْمَالِهِ أَكْيَسَ مِنْ سَاحِرٍ وَقَعَ فِي الرِّيَاءِ. وَقَدْ قِيلَ لِذِي النُّونِ المِصْرِي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: مَتَى يَعْلَمُ أَنَّهُ مِنَ المُخْلِصِينَ؟ فَقَالَ: إِذَا بَذَلَ المَجْهُودَ فِي الطَّاعَةِ، وَأَحَبَّ سُقُوطَ المَنْزِلَةِ عِنْدَ النَّاسِ.
وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِرِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: أُحِبُّ لِلْإِخْوَانِ أَنْ يُظْهِرَ أَحَدُهُمْ السَّمْتَ الحَسَنَ بِاللَّيْلِ فَإِنَّهُ أَشْرَفُ مِنْ سَمْتِ النَّهَارِ، لِأَنَّهُ فِي النَّهَارِ يَرَاهُ النَّاسُ وَفِي اللَّيْلِ يَكُونُ لِرَبِّ العَالَمِينَ. وَقَدْ قِيلَ مَرَّةً لِيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: هَلْ رَأَيْتَ أَحَداً يَعْمَلُ بِعَمَلِ الحَسَنِ البَصْرِي؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مَنْ يَقُولُ بِقَوْلِهِ فَكَيْفَ أَرَى مَنْ يَعْمَلُ بِعَمَلِهِ؟ كَانَ وَعْظُهُ يُبْكِي القُلُوبَ، وَوَعْظُ غَيْرِهِ لَا يُبْكِي العُيُونَ.
وَقِيلَ لِيَحْيَى بْنِ مُعَاذٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: مَتَى يَكُونُ العَبْدُ مُخْلِصاً؟ فَقَالَ: إِذَا صَارَ خُلُقُهُ كَخُلُقِ الرَّضِيعِ لَا يُبَالِي مَنْ مَدَحَهُ أَوْ ذَمَّهُ. وَقَدْ كَانَ أَبُو السَّائِبِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِذَا طَرَقَهُ بُكَاءٌ عِنْدَ سَمَاعِ قُرْآنٍ أَوْ حَدِيثٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ يُصْرِفُهُ إِلَى التَّبَسُّمِ. وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأَنْطَاكِي رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ قَالَ اللَّهُ لِلْمُرَاءِي: خُذْ ثَوَابَ عَمَلِكَ وَعِلْمِكَ مِمَّنْ كُنْتَ تُرَاءِيهِ. وَفِي رِوَايَةٍ يُقَالُ لَهُ: أَلَمْ تُوسِعْ لَكَ النَّاسُ فِي المَجَالِسِ لِأَجْلِ عَمَلِكَ وَعِلْمِكَ؟ أَلَمْ تَكُنْ رَئِيساً فِي دُنْيَاكَ؟ أَلَمْ تُرَخِّصْ لَكَ النَّاسُ بَيْعَكَ وَشِرَاءَكَ؟ أَلَمْ يُكْرِمُوكَ؟ أَلَمْ أَلَمْ، مِثْلُ هَذَا وَأَشْبَاهُهُ.
وَكَانَ الفُضَيْلُ رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: مَا دَامَ العَبْدُ يَتَأَنَّسُ بِالنَّاسِ فَلَا يَسْلَمُ مِنَ الرِّيَاءِ. وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأَنْطَاكِي يَقُولُ: مَنْ طَلَبَ الإِخْلَاصَ فِي أَعْمَالِهِ الظَّاهِرَةِ وَيُلَاحِظِ الخَلْقَ بِقَلْبِهِ فَقَدْ رَامَ المُحَالَ، لِأَنَّ الإِخْلَاصَ مَاءُ القَلْبِ الَّذِي بِهِ حَيَاتُهُ وَالرِّيَاءَ يُمِيتُهُ. وَكَانَ الفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: أَدْرَكْنَا النَّاسَ وَهُمْ يُرَاءُونَ بِمَا يَعْمَلُونَ وَالآنَ يُرَاءُونَ بِمَا لَا يَعْمَلُونَ. وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: مَا اتَّقَى اللَّهَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَذْكُرَهُ النَّاسُ بِخَيْرٍ وَلَا إِخْلَاصَ لَهُ. إهـ..
وَفِيمَا ذُكِرَ مِنْ أَقْوَالِ كَلَامِ سَادَاتِنَا الأَوْلِيَاءِ فِي الإِخْلَاصِ وَتَرْكِ الرِّيَاءِ كِفَايَةٌ. وَفِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ كَلَامٌ طَوِيلٌ، نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُمْ إِلَى سِرِّ الإِخْلَاصِ وَالعَمَلِ بِهِ، بِجَاهِ عَيْنِ الرَّحْمَةِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالسَّلَامُ، وَفِي غُرَّةِ رَجَبٍ الفَرْدِ، عَامَ 1323هـ. وَكَتَبَ خَادِمُ الأَعْتَابِ التِّجَانِيَةِ، المُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ، الحُسَيْنُ بْنُ الحَاجِّ أَحْمَدَ الإِفْرَانِي، أَقَالَ اللَّهُ عِثَارَهُ آمِينَ. إهـ..
0 تعليقات